{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ } جمع صحفة وهي القصعة الواسعة العريضة ، قال الكسائي أعظم القصاع الجفنة ، ثم القصعة ، وهي تشبع عشرة ثم الصحفة ، وهي تشبع الخمسة ، ثم الميكلة ، وهي تشبع الرجلين أو الثلاثة ، والمعنى أن لهم في الجنة أطعمة يطاف عليهم بها في صحائف الذهب .
{ وَأَكْوَابٍ } أي ولهم فيها أشربة يطاف عليهم بها في الأكواب ، وهي جمع كوب قال الجوهري الكوب كوز لا عروة له والجمع أكواب ، قال قتادة الكوب المدور القصير العنق ، القصير العروة ، والإبريق المستطيل العنف الطويل العروة ، وقال الأخفش الأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها ، وقال قطرب هي الأباريق التي ليست لها عرى ، والعروة ما يمسك منه ويسمى أذنا ، قال ابن عباس الأكواب الجرار من الفضة .
{ وَفِيهَا } أي في الجنة { مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ } أي أنفس أهل الجنة من فنون الأطعمة والأشربة ، والأشياء المعقولة والمسموعة والملموسة ونحوها . مما تتطلبه النفس وتهواه كائنا ما كان ، جزاء لهم بما منعوا أنفسهم من الشهوات في الدنيا قرأ الجمهور تشتهي وفي مصحف عبد الله ابن مسعود تشتهيه بإثبات الضمير العائد إلى الموصول .
{ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ } من كل المستلذات التي يستلذ بها ويطلب مشاهدتها ، وأعلاها النظر إلى وجهه الكريم ، جزاء ما تحملوه من مشاق الاشتياق ، تقول لذ الشيء يلذ لذاذا ولذاذة إذا وجده لذيذا أو التذ به ، وهذا حصر لأنواع النعم ، لأنها إما مشتهيات في القلوب أو مستلذات في العيون .
عن عبد الرحمن بن سابط قال : قال رجل ( يا رسول الله ، هل في الجنة خيل ؟ فإني أحب الخيل ، قال إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء فتطير بك في أي الجنة شئت إلا فعلت ، وسأله آخر فقال : يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟ فإني أحب الإبل قال فلم يقل له ما قال لصاحبه فقال إن يدخلك الله الجنة يكن لك ما اشتهت نفسك ولذت عينك ) أخرجه الترمذي { وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا تموتون ولا تخرجون منها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.