فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ} (28)

{ كَذَلِكَ } أي الأمر كذلك يجوز أن تكون في محل نصب ، والإشارة إلى مصدر فعل يدل عليه تركوا ، أي مثل ذلك السلب سلبناهم إياها ، وقيل مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها . وقيل مثل ذلك الإهلاك أهلكناهم ، فعلى الوجه الأول يكون قوله { وَأَوْرَثْنَاهَا } معطوفا على تركوا وعلى الوجوه الآخرة يكون معطوفا على الفعل المقدر { قَوْمًا آَخَرِينَ } المراد بهم بنو إسرائيل ، فإن الله سبحانه ملكهم مصر ، بعد أن كانوا مستبعدين فصاروا لها وارثين أي أنها وصلت إليهم كما يصل الميراث إلى الوارث ، ومثل هذا قوله :

{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا } وهذا قول الحسن ، وقيل : إنهم لم يرجعوا إلى مصر ، والقوم الآخرون غير بني إسرائيل وهو قول ضعيف جدا قاله الكرخي .