اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ} (28)

قوله : " كذلك " يجوز أن تكون الكاف مرفوعة المحل ، خبراً لمبتدأ مضمرٍ ، أي الأمر كذلك . وإليه نحا الزجاج{[50343]} ، ويجوز أن تكون منصوبة المحلّ ، فقدرها الحَوْفِيُّ أهْلَكْنَا إهلاكاً ، وانتقمنا انتقاماً كذلك{[50344]} .

وقال الكلبي : كذلك أفعَل بمن عصا{[50345]} . وقيل : تقديره : يَفْعَلُ{[50346]} فِعْلاً كَذَلِكَ{[50347]} .

وقال أبو البقاء : تَرْكاً كذلك{[50348]} ، فجعله نعتاً للتَّرْك المحذوف ، وعلى هذه الأوجه كلها يوقف على «كذلك » ، ويبتدأ : «وَأَوْرَثْنَاهَا » ( قَوْماً آخَرِينَ ){[50349]} . ( وقال الزمخشري{[50350]} : الكاف منصوبة على معنى مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها{[50351]} ، وأورثنا قَوْماً آخرين ) ، ليسوا منها يعني بني إسرائيل ، فعلى هذا يكون : «وَأَوْرَثْنَاهَا » معطوفاً على تلك الجملة الناصبة للكاف فلا{[50352]} يجوز الوقف على «كَذَلِكَ » حِينئِذٍ .


[50343]:انظر معاني القرآن وإعرابه له 4/426.
[50344]:البحر المحيط 8/36.
[50345]:السابق وانظر القرطبي 16/139 وهي على هذا مبتدأ والخبر محذوف.
[50346]:في ب نفعل تحريف.
[50347]:نقله أبو بركات ابن الأنباري في البيان 2/359. وانظر كل هذه الأوجه في الدر المصون للسمين الحلبي 4/815.
[50348]:التبيان 1146.
[50349]:زيادة من ب.
[50350]:ما بين القوسين ساقط من ب.
[50351]:الكشاف 3/503.
[50352]:الدر المصون 4/815.