فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطٗاۚ وَكُلّٗا فَضَّلۡنَا عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (86)

{ وإسماعيل } هو ابن إبراهيم ، وإنما أخر ذكره إلى هنا لأنه ذكر إسحق وذكر أولاده من بعده على نسق واحد .

{ واليسع } هو ابن اخطوب بن العجوز وقد توهم قوم أن اليسع هو إلياس وهو وهم فإن الله أفرد كل واحد منهما ، وقال وهب اليسع صاحب إلياس وكانا قبل يحيى وعيسى وزكرياء وقيل اليسع هو الخضر { ويونس } هو ابن متى { ولوطا } هو ابن هاران أخي إبراهيم { وكلا فضلنا على العالمين } أي وكل واحد فضلناه بالنبوة على عالمي زمانه ، والجملة معترضة .

ويستدل بهذه الآية من يقول : إن الأنبياء أفضل من الملائكة لأن العالم اسم لكل موجود سوى الله فيدخل فيه الملك ، وقد ذكر سبحانه هنا ثمانية عشر نبيا من غير ترتيب لا بحسب الفضل ولا بحسب الزمان لأن الواو لا تقتضي الترتيب .