{ أولئك الذين هدى الله } فإن الإشارة إلى الأنبياء المذكورين لا إلى المهاجرين والأنصار إذ لا يصح أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإقتداء بهداهم وتقديم { فبهداهم } على الفعل أي { اقتده } يفيد تخصيص هداهم بالاقتداء ، قرئ اقتده بهاء السكت وقفا ووصلا ، وهي حرف تجتلب للاستراحة عند الوقف فثبوتها وقفا لا إشكال فيه ، وأما ثبوتها وصلا فإجراء له مجرى الوقف ، وفي قراءة بحذفها وصلا لحمزة والكسائي .
والاقتداء طلب موافقة الغير في فعله ، وقيل المعنى اصبر كما صبروا ، وقيل اقتد بهم في التوحيد وإن كانت جزئيات الشرائع مختلفة ، وقيل في جميع الأخلاق الحميدة والأفعال المرضية ، والصفات الرفيعة الكاملة ، وفيها دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالاقتداء بمن قبله من الأنبياء فيما لم يرد عليه فيه نص .
أخرج البخاري والنسائي وغيرهما عن ابن عباس قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهداهم وكان يسجد في { ص } ولفظ ابن أبي حاتم عن مجاهد سألت ابن عباس عن السجدة التي في { ص } فقرأ هذه الآية وقال : أمر نبيكم أن يقتدي بداود عليه السلام{[706]} .
وقد احتج أهل العلم بهذه الآية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جميع الأنبياء لما اجتمع فيه من هذه الخصال التي كانت متفرقة في جميعهم .
{ قل لا أسألكم عليه } أي على القرآن أو على التبليغ ، فإن سياق الكلام يدل عليهما وإن لم يجر لهما ذكر { أجرا } عوضا من جهتكم ، قال ابن عباس : قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه عرضا من عروض الدنيا وكان ذلك من جملة هداهم .
{ إن هو } أي ما القرآن { إلا ذكر للعالمين } أي موعظة وتذكير للخلق كافة الموجودين عند نزوله ومن سيوجد من بعد ، وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى جميع الخلق من الجن والإنس وأن دعوته عمت جميع الخلائق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.