فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَتِلۡكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيۡنَٰهَآ إِبۡرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (83)

والإشارة بقوله : { وتلك حجتنا } إلى ما تقدم من الحجج التي أوردها إبراهيم عليهم ، أي تلك البراهين التي جرت بين إبراهيم وبين قومه من قوله : { فلما جن عليه الليل } أو من قوله : { أتحاجوني } إلى قوله : { وهم مهتدون } وقال السمين من قوله : { وكذلك نرى إبراهيم } إلى قوله { وما أنا من المشركين } .

{ آتيناها إبراهيم } أي أعطيناها إياه وأرشدناه إليها حجة { على قومه نرفع درجات من نشاء } بالهداية والعلم والفهم والعقل والفضيلة والإرشاد إلى الحق وتلقين الحجة أو بما هو أعم من ذلك ، وفيه نقص قول المعتزلة في الأصلح قال الضحاك : إن العلماء درجات كدرجات الشهداء { إن ربك حكيم } في كل ما يصدر عنه { عليم } بحال عباده أن منهم من يستحق الرفع ومنهم من لا يستحقه ، خطاب لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم على ما قاله السمين وأبو حبان .