فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِيهِمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (6)

{ لقد كان لكم فيهم } أي في إبراهيم والذين معه في التبري من الكفار { أسوة } أي قدوة { حسنة } كرر هذا للمبالغة في التحريض على الحكم والتأكيد على الائتساء بإبراهيم وقومه ، ولهذا جاء به مصدّرا بالقسم لأنه الغاية في التأكيد . وقيل : إن هذا نزل بعد الأولى بمدة ، قال ابن عباس : أي في صنيع إبراهيم كله إلا في الاستغفار لأبيه وهو مشرك .

{ لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر } أي إن هذه الأسوة إنما تكون لمن يخاف الله ويخاف عقاب الآخرة ، أو يطمع في الخير من الله في الدنيا والآخرة بدل اشتمال من كم بإعادة الجار ، قال المحلي : تبعا للكواشي وقال أبو حيان وغيره : بدل بعض من كل ، { ومن يتول } أي يعرض عن التأسي بإبراهيم وأمته ، { فإن الله هو الغني } عن خلقه { الحميد } إلى أوليائه لم يترك نوعا من التأكيد إلا جاء به .