{ قال ألقوا } اختار أن يكون المتقدمين عليه بإلقاء ما يلقونه غير مبال بهم ولا هائب لما جاءوا به ، قال الفراء في الكلام حذف والمعنى قال لهم موسى إنكم لن تغلبوا ربكم ولن تبطلوا أيامه ، وقيل هو تهديد أي ابتدئوا بالإلقاء فستنظرون ما يحل بكم من الافتضاح .
والموجب لهذين التأويلين عند من قال بهما أنه لا يجوز لموسى أن يأمرهم بالسحر ، وقيل إنما أمرهم لتظهر معجزته لأنهم إذا لم يلقوا قبله لم تظهر معجزته ، والأول أولى .
{ فلما ألقوا } حبالهم وعصيهم قال ابن عباس حبالا غلاظا وخشبا طوالا فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى { سحروا أعين الناس } أي قلبوها وغيروها عن صحة إدراكها بما جاءوا به من التمويه والتخييل الذي يفعله المشعوذون وأهل الخفة ، وهذا هو الفرق بين السحر الذي هو فعل البشر وبين معجزة الأنبياء التي هي فعل الله . وذلك لأن السحر قلب الأعين وصرفها عن إدراك الشيء ، والمعجزة قلب نفس الشيء عن حقيقته كقلب عصا موسى حية تسعى .
{ واسترهبوهم } أي أدخلوا الرهبة في قلوبهم إدخالا شديدا بما فعلوه من السحر ، واستفعل هنا بمعنى افعل أي أرهبوهم وهو قريب من قولهم : قر واستقر وعظم واستعظم ، وهذا رأي المبرد وقيل السين على بابها أي استدعوا رهبة الناس منهم وهو رأي الزجاج { وجاءوا بسحر عظيم } في أعين الناظرين وإن كان لا حقيقة له في الواقع ، وكانت تلك الواقعة في اسكندرية قاله الخطيب والخازن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.