فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (194)

{ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم } أخبرهم سبحانه بأن هؤلاء الذين جعلتموهم آلهة هم عبادا لله كما أنتم عباد له مع أنكم أكمل منهم لأنكم أحياء تنطقون وتمشون وتسمعون وتبصرون ، وهذه الأصنام ليست كذلك ولكنها مثلكم في كونها مملوكة لله مسخرة لأمره ، وهذا تقريع لهم بالغ وتوبيخ لهم عظيم ، قال مقاتل : إنها الملائكة والخطاب مع قوم كانوا يعبدونها ، والأول أولى وإنما وصفها بأنها عباد مع أنها جماد تنزيلا لها منزلة العقلاء على وفق معتقدهم ولذلك قال :

{ فادعوهم فليستجيبوا لكم } مقررة لمضمون ما قبلها من أنهم إن دعوهم إلى الهدى لا يتبعوهم وأنهم لا يستطيعون شيئا أي ادعوا هؤلاء الشركاء فإن كانوا كما تزعمون فليستجيبوا لكم ، وإنما ورد هذا اللفظ في معرض الاستهزاء بالمشركين { إن كنتم صادقين } فيما تدعونه لهم من قدرتهم على النفع والضرر وأنها آلهة .