الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (194)

ثم قال : { إن الذين يدعون من دون الله عباد أمثالكم }[ 194 ] .

يعني : المعبودين .

قرأ ابن جبير : " إن الذين تدعون من دون الله عبادا{[26469]} أمثالكم " ، بتخفيف{[26470]} { إن } ، بجعلها{[26471]} بمعنى : " م " ، وبنصب{[26472]} " العباد " و " الأمثال " {[26473]} على النفي{[26474]} ، أي : ليست هي مثلكم ؛ وإنما هي خشب وحجارة{[26475]} .

والاختيار عند سيبويه : الرفع ( مع{[26476]} ) " إن " إذا{[26477]} كانت بمعنى " ما " ؛ لأن " ما " عملها ضعيف ، فعمل ما هو في معناها{[26478]} أضعف{[26479]} .

وزعم الكسائي : أن العرب لا تأتي ب " إن " بمعنى " ما " في الكلام ، إلا أن يكون بعدها إيجاب ، كقوله : { إن{[26480]} الكافرون إلا في غرور }{[26481]} .


[26469]:في "ر": "عباد"، بالرفع، وهو سهو ناسخ.
[26470]:وكسرها لالتقاء الساكنين، كما في إعراب القرآن للنحاس 2/168.
[26471]:في الأصل: فجعلها.
[26472]:في الأصل، و"ر": وينصب. وأثبت ما اجتهدت في قراءته في ج، لأنه هو الأنسب للسياق.
[26473]:انظر: مشكل إعراب القرآن 1/307، وإعراب القرآن للنحاس 2/168، والمحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات 1/270، والمحرر الوجيز 2/489، وتفسير القرطبي 7/217، والبحر المحيط 4/440، والدر المصون 3/384.
[26474]:في البحر المحيط 4/440: "واتفق المفسرون على تخريج هذه القراءة على أن "إن" هي النافية، أعملت عمل "ما" الحجازية، فرفعت الاسم ونصبت الخبر،...".
[26475]:انظر: مصادر توثيق القراءة أعلاه، هامش 1.
[26476]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[26477]:إذا، تحرفت في الأصل إلى: إذ.
[26478]:أضعف، تحرفت في الأصل إلى: ضعف.
[26479]:انظر: مشكل إعراب القرآن 1/307؛ وإعراب القرآن للنحاس 2/168.
[26480]:الملك آية: 20.
[26481]:إعراب القرآن للنحاس 2/168، 169 ونصه: "...وهذه القراءة لا ينبغي أن يقرأ بها من ثلاث جهات: إحداها: أنها مخالفة للسواد. والثانية: أن سيبويه يختار "الرفع" في خبر "إن"،...، والجهة الثالثة: أن الكسائي زعم...". انظر رد كلام النحاس في البحر المحيط 4/440.