فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (53)

{ هل ينظرون } النظر الانتظار أي ما ينتظرون أهل مكة { إلا تأويله } أي ما وعدوا به في الكتاب من العقاب الذي يؤول الأمر إليه ، وقيل تأويله جزاؤه ، وقيل عاقبة ما فيه والمعنى متقارب .

{ يوم يأتي تأويله } وهو يوم القيامة { يقول الذين نسوه } أي التأويل وتركوا العمل بالقرآن { من قبل } أي قبل أن يأتي تأويله { قد جاءت رسل ربنا بالحق } الذي أرسلهم الله به إلينا { فهل لنا من شفعاء } استفهام ومعناه التمني ، ومن زائدة { فيشفعوا لنا } جواب الاستفهام والمعنى هل لنا شفعاء يخلصونا مما نحن فيه من العذاب .

{ أو } هل { نرد } إلى الدنيا { فنعمل } صالحا { غير الذي كنا نعمل } من المعاصي فبذل الكفر بالإيمان والتوحيد والمعاصي بالطاعة والإنابة فيقال لهم في جواب الاستفهامين { قد خسروا أنفسهم } أي صاروا إلى الهلاك ولم ينتفعوا بها فكانت بلاء عليهم ومحنة لهم كأنهم خسروها كما يخسر التاجر رأس ماله وقيل خسروا النعيم وحظ الأنفس .

{ وضل عنهم ما كانوا يفترون } أي افترائهم أو الذي كانوا يفترونه من دعوى الشريك والمعنى أنه بطل كذبهم الذي كانوا يقولونه في الدنيا أو غاب عنهم ما كانوا يجعلونه شريكا لله فلم ينفعهم ولا حضر معهم وعلموا أنهم كانوا في دعواهم كاذبين .