{ والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه } أي التربة الطيبة السهلة السمحة يخرج نباتها بإذن الله وتيسيره خروجا حسنا تاما وافيا ، وخص خروج نبات الطيب بقوله { بإذن ربه } على سبيل المدح والتشريف وإن كان كل من النباتين يخرج بإذنه تعالى ، قاله أبو حيان في النهر ، والمعنى بمشيئته وعبر به عن كثرة النبات وحسنه وغزارة نفعه لأنه أوقعه في مقابلة قوله :
{ والذي خبث } أي والتربة الخبيثة السبخة { لا يخرج } نباتها { إلا نكدا } أي قليلا لا خير فيه ، وقيل عسرا بمشقة وكلفة ، يقال نكد نكدا من باب التعب فهو نكد تعسر ، ونكد العيش نكدا اشتد وعسر ، وفي القاموس ونكد عيشهم كفرح اشتد وعسر ، والبئر قل ماؤها ونكد زيد حاجة عمرو كنصر منعه إياها ، ورجل نكد شؤم عسر ، وقوم انكاد ومناكيد والنكد بالضم قلة العطاء ويفتح .
وقيل معنى الآية التشبيه ، شبه تعالى السريع الفهم بالبلد الطيب ، والبليد بالبلد الخبيث ذكره النحاس ، وقيل هذا مثل للقلوب فشبه القلب القابل للوعظ بالبلد الطيب ، والنابي عنه بالبلد الخبيث قاله الحسن ، وقيل هو مثل لقلب المؤمن والمنافق قاله قتادة ، وقيل هو مثل للطيب والخبيث من بني آدم قاله مجاهد .
عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله تعالى بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا ، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك من فقه في دين الله عز وجل ونفعه ما بعثني الله تعالى به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله تعالى الذي أرسلت به ) {[764]} أخرجاه في الصحيحين ، وليس في هذا ما يدل على أنه السبب في نزول الآية .
{ كذلك } أي مثل ذلك التصريف { نصرف الآيات لقوم يشكرون } الله ويعترفون بنعمته وينتفعون بسماع القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.