فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (51)

{ الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون 51 } .

{ الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا } قد تقدم تفسير اللهو واللعب والغرر ، وقال ابن عباس : هم المستهزئون وذلك أنهم كانوا إذا دعوا إلى الإيمان سخروا ممن دعاهم إليه وهزؤوا به استهزاء بالله عز وجل ، وقيل هو ما زين لهم الشيطان من تحريم البحائر والسوائب والماء والتصدية حول البيت وسائر الخصال الذميمة التي كانوا يفعلونها في الجاهلية ، وقيل معنى دينهم عيدهم اتخذوه لهو ولعبا لا يذكرون الله فيه .

{ فاليوم ننساهم } أي نتركهم في النار ، وقال مجاهد : نؤخرهم جياعا عطاشا والمعنى نفعل بهم فعل الناسي بالمنسي من عدم الاعتناء بهم وتركهم في النار تركا كليا ، والفاء فصيحة وكثر مثل هذه الاستعارة في القرآن لأن تعليم المعاني التي في عالم الغيب لا يمكن أن يعبر عنها إلا بما يماثلها من عالم الشهادة .

{ كما نسوا لقاء يومهم هذا } أي كما تركوا العمل للقاء هذا اليوم قاله ابن عباس ومجاهد والسدي وقال ابن عباس أيضا : نسيهم من الخير ولم ينسهم من الشر ، وسمى جزاء نسيانهم بالنسيان مجازا لأن الله لا ينسى شيئا .

{ وما كانوا بآياتنا يجحدون } أي ينكرونهما .