الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِينَ دَأَبٗا فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِي سُنۢبُلِهِۦٓ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ} (47)

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . . «لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه - والله يغفر له - حين سئل عن البقرات العجاف والسمان . ولو كنت مكانه - والله يغفر له - حين أتاه الرسول ، لبادرتهم الباب . ولكنه أراد أن يكون له العذر » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال : لم يرض يوسف عليه السلام أن أفتاهم بالتأويل حتى أمرهم بالرفق ، فقال : { تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله } لأن الحب إذا كان في سنبله لا يؤكل .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فذروه في سنبله } قال : أراد يوسف عليه السلام بالبقاء .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله { فذروه في سنبله } قال في بعض القراءة الأولى : هو أبقى له لا يؤكل .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام في زمانه كان يصنع لرجل طعام اثنين ، فيقربه إلى الرجل فيأكل نصفه ويدع نصفه ، حتى إذ ما كان يوماً قرَّبهُ له فأكله فقال له يوسف عليه السلام : هذا أول يوم من السبع الشداد .