الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ذَٰلِكَ لِيَعۡلَمَ أَنِّي لَمۡ أَخُنۡهُ بِٱلۡغَيۡبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ} (52)

وأخرج الحاكم في تاريخه ، وابن مردويه والديلمي ، عن أنس رضي الله عنه . « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال «لما قالها يوسف عليه السلام ، قال له جبريل عليه السلام : يا يوسف ، اذكر همك . قال : { وما أبرئ نفسي } » .

وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : لما قال يوسف عليه السلام { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال له جبريل عليه السلام : ولا يوم هممت بما هممت به ؟ فقال { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } .

وأخرج ابن جرير ، عن عكرمة قال : لما قال يوسف عليه السلام { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال الملك - وطعن في جنبه - يا يوسف ، ولا حين هممت ؟ قال { وما أبرئ نفسي } .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم ، عن حكيم بن جابر في قوله { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال : قال له جبريل : ولا حين حللت السراويل ؟ فقال عند ذلك { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال : هو قول يوسف لمليكه حين أراه الله عذره .

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر ، عن ابن جريج قال : أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن ، فقال { ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم . . . } و { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال ابن جريج : وبين هذا وبين ذلك ما بينه ، قال : وهذا من تقديم القرآن وتأخيره .

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال يوسف - يقول - لم أخن سيدي .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال هذا قول يوسف عليه السلام ، لم يخن العزيز في امرأته . قال : فقال له جبريل عليه السلام : ولا حين حللت السراويل ؟ فقال يوسف عليه السلام { وما أبرئ نفسي . . . } إلى آخر الآية .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال : قال له جبريل عليه السلام : اذكر همك . قال { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } فقال له الملك أو جبريل : ولا حين هممت بها ؟ فقال يوسف عليه السلام { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال : فقال له الملك : ولا حين هممت ؟ فقال { وما أبرئ نفسي } .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } قال : خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زكى نفسه فقال { وما أبرئ نفسي . . . } الآية .