{ قال تزرعون } مستأنفة كغيرها مما يرد هذا المورد { سبع سنين دأبا } أي متوالية متتابعة ، قرئ بفتح الهمزة وسكونها وهما لغتان في مصدر دأب في العمل إذا جد فيه وتعب ، قال الفراء : حرك لأن فيه حرفا من حروف الحلق : وكذلك كل حرف فتح أوله وسكن ثانيه فتثقيله جائز في كلمات معروفة .
وأصل معنى الدأب التعب ويكنى به عن العادة المستمرة لأنها تنشأ عن مدوامة العمل اللازم له التعب وانتصابه بفعل مقدر أي تدأبون دأبا قاله سيبويه ، أو على أنه مصدر واقع موقع الحال فيكون فيه الأوجه المعروفة إما المبالغة وإما وقوعه موقع الصفة وإما على حذف مضاف أي دائبين أو ذوي دأب أو جعلهم نفس الدأب مبالغة ، فعبر يوسف عليه السلام السبع البقرات السمان والسنبلات الخضر بسبع سنين فيها جدب وأول ابتلاع العجاف السمان بأكل ما جمع في السنين المخصبة في السنين المجدبة واستدل بالسبع الخضر على ما ذكره في التعبير من قوله :
{ فما حصدتم } في كل سنة من السنين المخصبة { فذروه } أي ذلك المحصود { في سنبلة } وقصبه ليكون القصب علفا للدواب ولا تفصلوه عنها لئلا يأكله السوس كما هو شأن غلال مصر ونواحيها ، قيل وهذه نصيحة منه لهم خارجة عن التعبير وما شرطية أو موصولة وسنبل فنعل بضم الفاء والعين الواحدة سنبلة يقال سنبل الزرع أي أخرج سنبله .
{ إلا قليلا مما تأكلون } في هذه السنين المخصبة فإنه لا بد لكم من فصله عن سنبله وإخراجه عنها ، واقتصر على استثناء المأكول دون ما يحتاجون إليه من البذر الذي يبذرونه في أموالهم لأنه قد علم من قوله تزرعون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.