الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{نُسَارِعُ لَهُمۡ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ بَل لَّا يَشۡعُرُونَ} (56)

وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ « نسارع لهم في الخيرات » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الحسن ؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك ، فأخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة ، فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال : الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم ، أَعرابي من بني مدلج . ثم قال : اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصاً على أن يصيب ما لا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظراً منك وخياراً ، اللهم إني أعوذ بك أن يكون هذا مكراً منك بعمر ثم تلا { أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين ، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ميسرة قال : أجد فيما أنزل الله على موسى ، أيفرح عبدي المؤمن أن ابسط له الدنيا وهو أبعد له مني ، أو يجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني ، ثم تلا { أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين } { نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } .