{ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ } أي فيما فيه خيرهم وإكرامهم ، قال الزجاج : المعنى نسارع لهم به في الخيرات فحذفت به و { ما } في { أنما } موصولة والرابط هو هذا المحذوف ، وقال الكسائي : إن { أنما } هو حرف واحد فلا تحتاج إلى رابط ، وقرئ يسارع بالتحية على أن فاعله هو الإمداد أو يسارع الله لهم ، وقرئ بالنون ، قال الثعلبي : وهذه هي الصواب لقوله : { نمدهم } وهذه الآية حجة على المعتزلة في مسألة الأصلح ، لأنهم يقولون : إن الله لا يفعل بأحد من الخلق إلا ما هو أصلح له في الدين ، وقد أخبر أن ذلك ليس بخير لهم في الدين ولا أصلح .
{ بَلْ لا يَشْعُرُون } عطف على مقدر ينسحب إليه الكلام أي إضراب انتقالي عن الحسبان المستفهم عنه ، استفهام تقريع ، والمعنى كلا لا نفعل ذلك ، بل هم لا يشعرون بشيء أصلا كالبهائم التي لا تفهم ولا تعقل ، فإن ما خولناهم من النعم وأمددناهم به من الخيرات ، إنما هو استدراج لهم واستجرار إلى زيادة الإثم ليزدادوا إثما ، كما قال سبحانه { إنما نملي لهم ليزدادوا إثما } وهم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات ، ولما نفى سبحانه الخيرات الحقيقية عن الكفرة المتنعمين أتبع ذلك بذكر من هو أهل للخيرات عاجلا وآجلا فوصفهم بصفات أربع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.