الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (18)

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الضحاك في قوله { فيتبعون أحسنه } ما أمر الله تعالى النبيين عليهم السلام من الطاعة .

وأخرج سعيد بن منصور عن الكلبي في قوله { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } قال : لولا ثلاث يسرني أن أكون قدمت . لولا أن أضع جبيني لله ، وأجالس قوماً يلتقطون طيب الكلام كما يلتقطون طيب الثمر ، والسير في سبيل الله .

وأخرج جويبر عن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت { لها سبعة أبواب . . . } [ الحجر : 44 ] . أتى رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي سبعة مماليك ، وأني أعتقت لكل باب منها مملوكاً . فنزلت هذه الآية { فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } .

وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال لما نزلت { فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً فنادى « من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة . فاستقبل عمر الرسول فرده فقال : يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الناس قدر رحمة الله لاتكلوا ، ولو يعلمون قدر سخط الله وعقابه لاستصغروا أعمالهم .