الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ} (17)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } قال : نزلت هاتان الآيتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله . في زيد بن عمرو بن نفيل ، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان سعيد بن زيد ، وأبو ذر ، وسلمان ، يتبعون في الجاهلية أحسن القول ، وأحسن القول والكلام لا إله إلا الله . قالوا بها فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم { يستمعون القول فيتبعون أحسنه . . } الآية .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : { الطاغوت } الشيطان هو ههنا واحد وهي جماعة . مثل قوله { يا أيها الإِنسان ما غرك } [ الانفطار : 6 ] قال : هي للناس كلهم الذين قال لهم الناس إنما هو واحد .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { والذين اجتنبوا الطاغوت } قال : الشيطان .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { وأنابوا إلى الله لهم البشرى } قال : أقبلوا إلى الله { فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } قال : أحسنه طاعة الله .