فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (18)

{ الطاغوت } الكاهن والشيطان وكل رأس في الضلال ، أو الطاغية ، أو الصنم .

{ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد } : بعد الوعيد وإنذار الكافرين جاء الوعد ، وسيقت البشرى للمؤمنين الذين تخلوا عن الشرك وعبادة الشيطان والهوى ، ورجعوا إلى الإيمان بالله وطاعته ، وتحلّوا بهذه الحلية ، فبشرى لهؤلاء الذين وحّدوني وعبدوني ، الذين يستمعون القول فيُعْرضون عن سيئه ويستقيمون على أحسنه ؛ وقد يراد بالقول : القول الرباني والآي القرآني ، ويكون الأحسن بمعنى الحسن-كما قال قطرب- وكله حسن .

وقيل : الحسن : يشمل الواجب والمندوب والمباح ، والأحسن : الواجب والمندوب .

ويقول النيسابوري : تلك التكاليف منها ما هو حسن ، ومنها ما هو أحسن كالاقتصاص والعفو ، والانتصار والصبر . . فليأخذوا بما هو أدخل في الحسن ، وأكثر للثواب ، فيكون كقوله : { واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم } أولئك الذين منّ الله عليهم بالهداية إلى الحق والرشد والخير ، وأولئك هم أصحاب العقول السليمة ، المنتفعون بعقولهم .