البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (18)

وضع الظاهر موضع المضمر ليدل على أنهم هم ، وليترتب على الظاهر الوصف ، وهو : { الذين يستمعون القول } ، وهو عام في جميع الأقوال ، { فيتبعون أحسنه } : ثناء عليهم بنفوذ بصائرهم وتمييزهم الأحسن ، فإذا سمعوا قولاً تبصروه .

قيل : وأحسن القول : القرآن وما يرجع إليه .

وقيل : القول : القرآن ، وأحسنه : ما فيه من صفح وعفو واحتمال ونحو ذلك .

وقال قتادة : أحسن القول طاعة الله .

وعن ابن عباس : هو الرجل يجلس مع القوم ، فيسمع الحديث فيه محاسن مساو ، فيحدث بأحسن ما سمع ، ويكف عن ما سواه .

و { الذين } : وصف لعباد .

وقيل : الوقف على عباد ، والذين مبتدأ خبره أولئك وما بعده .