بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (18)

{ الذين يَسْتَمِعُونَ القول } يعني : القرآن { فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } يعني : يعملون بحلاله ، وينتهون عن حرامه ، وقال الكلبي : يعني : يجلس الرجل مع القوم ، فيستمع الأحاديث ، محاسن ومساوئ ، فيتبع أحسنه ، فيأخذ المحاسن ، فيحدث بها ، ويدع مساوئه . ويقال : يستمعون القرآن ويتبعون أحسن ما فيه ، وهو القصاص ، والعفو يأخذ العفو لقوله : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ للصابرين } [ النحل : 126 ] ، -وقال بعضهم : يستمع النداء ، فيستجيب ، ويسرع إلى الجماعة . وقال بعضهم : يستمع الناسخ ، والمنسوخ ، والمحكم من القرآن ، فيعمل بالمحكم ، ويؤمن بالناسخ والمنسوخ- .

ثم قال : { أُوْلَئِكَ الذين هَدَاهُمُ الله } أي : وفقهم الله لمحاسن الأمور . ويقال : { هَدَاهُمُ الله } أي : أكرمهم الله تعالى بدين التوحيد { وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُو الألباب } يعني : ذوي العقول .