الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِيٓءُۚ قَلِيلٗا مَّا تَتَذَكَّرُونَ} (58)

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { وما يستوي الأعمى والبصير } قال { الأعمى } الكافر { والبصير } المؤمن { والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلاً ما تتذكرون } قال : هم في بغيهم بعد .

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما كان من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال ، وما من نبي إلا حذر قومه ولأخبرنكم عنه بشيء ما أخبره نبي قبلي . فوضع يده على عينه ، ثم قال : أشهد أن الله ليس بأعور » .

وأخرج ابن عدي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال . وهو أعور بين عينيه طفرة ، مكتوب عليه كافر ، معه واديان ؛ أحدهما جنة ، والآخر نار . فناره جنة ، وجنته نار » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لأمته . وَلأَصِفَنَّهُ صفةً لم يصفها أحد كان قبلي ، إنه أعور ، وإن الله عز وجل ليس بأعور » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه عن أبي عبيدة بن الجراح .

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنه لم يكن نبي إلا قد أنذر قومه الدجال ، وأنا أنذركموه . فوصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : لعله سيدركه بعض من رآني وسمع كلامي قالوا : يا رسول الله كيف قلوبنا يومئذ ؟ قال : مثلها اليوم أو خير » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد في مسنده والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني خاتم ألف نبي أو أكثر . ما بعث نبي إلا وقد حذر أمته ، وإني قد بين لي من أمره ما لم يتبين لأحد ، وإنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ، وعينه اليمنى جاحظة كأنها في حائط مجصص ، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري ، معه من كل لسان ، ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء ، ومعه صورة النار سوداء تدخن ، يتبعه من كل قوم يدعونهم بلسانهم إليها » .

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور والكذاب . ألا أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ، ومكتوب بين عينيه كافر » .

وأخرج يعقوب بن سفيان عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال ، وإني أحذركم أمره . إنه أعور ، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه كافر ، يقرأه الكاتب وغير الكاتب ، معه جنة ونار ، فناره جنة ، وجنته نار » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبزار وابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني لخاتم ألف نبي أو أكثر ، وإنه ليس منهم نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال ، وإنه قد تبين لي ما لم يتبين لأحد منهم ، وإنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال فقال : إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذر قومه . لقد أنذر نوح قومه . ولكن سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه ، تعلمون أنه أعور ، وإن الله ليس بأعور » .

وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمر قال : كنا نحدث بحجة الوداع ولا نرى أنه الوداع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره قال : « ما بعث الله من نبي إلا قد أنذر أمته . لقد أنذر نوح أمته والنبيون من بعده . إلا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم . إن ربكم ليس بأعور . قالها ثلاثا » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الدجال أعور العين عليها طفرة . مكتوب بين عينيه كافر » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الدجال أعور جعد حجان أحمر كان رأسه غصن شجرة . أشبه الناس بعبد العزى ، فأما هلك الهلك فإنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لأنا أعلم بما مع الدجال . معه نهران يجريان . أحدهما رأى العين نار تتأجج ، فمن أدرك ذلك فليأت النار الذي يراه ، فليغمض عينيه ، ثم يطأطئ رأسه يشرب فإنه بارد وإن الدجال ممسوح العين عليه طفرة غليظة ، مكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أحدثكم عن الدجال حديثاً ما حدثه نبي قط . إنه أعور ، وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار ، فالذي يقول هي الجنة هي النار ، وإني أنذركم به كما أنذر نوح قومه » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والطبراني والحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من سمع منكم بخروج الدجال فلينأى عنه ما استطاع ، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه مما يرى من الشبهات » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : « ما كان أحد يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مني قال : وما تسألني عنه ؟قلت : إن الناس يقولون : إن معه الطعام والشراب . قال : هو أهون على الله من ذلك » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من شر فتنة المسيح الدجال » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من نجا من ثلاثة فقد نجا ، قالها ثلاث مرات قالوا : ما ذاك يا رسول الله ؟ قال : داء ، والدجال ، وقتل خليفة يصطبر بالحق يعطيه » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاماً ، ويغرس النخل وتقوم الأسواق .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العلاء بن الشخير رضي الله عنه : أن نوحاً عليه السلام ومن بعده من الأنبياء عليهم السلام كانوا يتعوّذون من فتنة الدجال .

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : لا يخرج الدجال حتى يكون خروجه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ ، فقال له رجل : لم ؟ قال : من شدة البلاء والشر .

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : حتى لا يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجاً منه ، وما خروجه بأضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الأرض ، وما علم أحدهم أدناهم وأقصاهم إلا سواء .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي وائل رضي الله عنه قال : أكثر أتباع الدجال اليهود ، وأولاد الأمهات .

وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : كان بمقدمة الأعور الدجال ستمائة ألف يلبسون التيجان .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن هشام بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان ، يتبعه أقوام كان وجوههم المجان المطرقة » .

وأخرج أحمد عن أبيّ بن كعب ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده الدجال فقال : « إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ، ممسوخ العين اليسرى ، عريض النحر ، فيه دمامة كأنه فلان بن عبد العزى ، أو عبد العزى بن فلان » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن سفينة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « إنه لم يكن نبي إلا حذر الدجال أمته . أعور العين اليسرى ، بعينه اليمنى طفرة غليظة ، بين عينيه كافر ، معه واديان . أحدهما جنة . والآخر نار ، فجنته نار ، وناره جنة ، ومعه ملكان يشبهان نبيين من الأنبياء . أحدهما عن يمينه ، والآخر عن شماله ، فيقول [ ]من الناس إلا صاحبه فيقول صاحبه : صدقت . فيسمعه الناس ، فيحسبون ما صدق الدجال ، وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي الشام فينزل عيسى ، فيقتله الله عند عقبة أفيق » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاماً لا يولد لهما ولد ، ثم يولد لهما غلام أعور . أضر شيء . وأقله نفعاً ، تنام عيناه ولا ينام قلبه . ثم نعت أبويه فقال : أبوه رجل طوال ضرب اللحم ، طويل الأنف ، كان أنفه مهار . وأمه امرأة فرغانية ، عظيمة " الثديين " .

وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، فيأتي المدينة فيجد كل نقب من أنقابها صفوفاً من الملائكة ، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ، ثم ترتجف المدينة ثلاث رجفات ، فيخرج إليه كل منافق ومنافقة » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يهبط الدجال من كور كرهان ، معه ثمانون ألفاً عليهم الطيالسة ينتعلون ، كأن وجوههم مجان مطرقة .

وأخرج ابن أبي شيبة من طريق حوط العبدي عن عبد الله رضي الله عنه قال : إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفاً .

وأخرج ابن أبي شهبة عن جنادة بن أمية الدري رضي الله عنه قال : دخلت أنا وصاحب لي على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره ، وإن كان عندنا مصدقاً قال : نعم . قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : « أنذركم الدجال أنذركم الدجال أنذركم الدجال . فإنه لم يكن نبي إلا أنذره أمته ، وأنه فيكم أيتها الأمة ، وأنه جعد آدم ممسوخ العين اليسرى ، وإن معه جنة وناراً ، فناره جنة ، وجنته نار ، وإن معه نهر ماء ، وجبل خبز ، وإنه يسلط على نفس فيقتلها ، ثم يحييها لا يسلط على غيرها ، وإنه يمطر السماء ، وينبت الأرض ، وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحاً حتى يبلغ منها كل منهل ، وإنه لا يقرب أربعة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، ومسجد المقدس ، ومسجد الطور ، وما عليكم من الأشياء فإن الله ليس بأعور مرتين » .

وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال . ممسوخ العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى الشيخ من الأنصار ، وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح له من عمل له سلف ، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمل له سلف . وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس ، فهزمه الله وجنوده . حتى أن حرم الحائط ، أو أصل الشجرة ينادي : يا مؤمن هذا كافر يستتر بي فتعال فاقتله ، ولن يكون ذاك كذلك حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم ، فتتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها شيئاً ذكر أو حتى تزول جبال عن مراتبها ، ثم على أثر ذلك القبض . وأشار بيده إلى الموت » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه ، ويتناول السحاب ، ويسبق الشمس إلى مغربها ، وفي جبهته قرن منه الحيات ، وقد صور في جسده السلاح كله حتى ذكر السيف والرمح والدرق » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يخرج الدجال فيمكث في الأرض أربعين صباحاً يبلغ منها كل منهل . اليوم منها كالجمعة ، والجمعة كالشهر ، والشهر كالسنة .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليصحبن الدجال قوم يقولون : إنا لنصحبه ، وإنا لنعلم أنه كذاب ، ولكنا إنما نصحبه لنأكل من الطعام ، ونرعى من الشجر ، وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم » .

وأخرج الطبراني عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال : ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : لا تكثروا ذكره فإن الأمر إذا قضي في السماء كان أسرع لنزوله إلى الأرض أن يظهر على ألسنة الناس .