إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِيٓءُۚ قَلِيلٗا مَّا تَتَذَكَّرُونَ} (58)

{ وَمَا يَسْتَوِي الأعمى والبصير } أي الغافلُ والمستبصرُ { والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَلاَ المسيء } أي والمحسنُ والمسيءُ فلابُدَّ أنْ تكونَ لهم حالٌ أُخرى يظهرُ فيها ما بينَ الفريقينِ من التفاوتِ وهيَ فيما بعدَ البعثِ وزيادةُ لا في المسيءِ لتأكيدِ النفي لطولِ الكلامِ بالصلةِ ولأنَّ المقصودَ نفي مساواتِه للمحسنِ فيَما له من الفضلِ والكرامةِ والعاطفُ الثاني عطفُ الموصولِ بما عُطفَ عليهِ على الأعمى والبصيرُ لتغايرِ الوصفينِ في المقصودِ أو الدلالةِ بالصراحةِ والتمثيلِ { قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ } على الخطابِ بطريقِ الالتفاتِ أي تذكراً قليلاً تتذكرون ، وقرئ على الغَيبةِ . والضميرُ للناسِ أو الكفَّارِ .