ثم لما ذكر سبحانه الجدال بالباطل ذكر مثالا للباطل والحق ، وأنهما لا يستويان فقال : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } أي الذي يجادل بالباطل الذي يجادل بالحق ، أو الغافل والمستبصر { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أي ولا يستوي المحسن بالإيمان والعمل الصالح .
{ وَلَا الْمُسِيءُ } بالكفر والمعاصي ، وزيادة { لا } للتأكيد ، والتقابل يجيء على ثلاث طرق إحداها أن يجاور المناسب ما يناسبه كهذه الآية ، والثانية أن يتأخر المتقابلان كقوله تعالى { مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ } ، والثالثة أن يقدم مقابل الأول ويؤخر مقابل الآخر ، كقوله تعالى { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ، وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ } وكل ذلك تفنن في البلاغة ، وقدم الأعمى في نفي التساوي لمجيئه بعد صفة الذم في قوله { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } .
{ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ } بالتحتية على الغيبة لأن قبلها وبعدها على الغيبة لا على الخطاب ، واختارها أبو عبيد وأبو حاتم ، وبالفوقية على الخطاب بطريقة الالتفاف وفائدته في مقام التوبيخ هي إظهار العنف الشديد ، والإنكار البليغ أفاده الكرخي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.