فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِيٓءُۚ قَلِيلٗا مَّا تَتَذَكَّرُونَ} (58)

ثم لما ذكر سبحانه الجدال بالباطل ذكر مثالاً للباطل ، والحق ، وأنهما لا يستويان ، فقال : { وَمَا يَسْتَوِي الأعمى والبصير } أي : الذي يجادل بالباطل والذي يجادل بالحق { والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَلاَ المسىء } أي ولا يستوي المحسن بالإيمان والعمل الصالح ، والمسيء بالكفر والمعاصي ، وزيادة " لا " في { ولا المسيء } للتأكيد { قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } قرأ الجمهور { يتذكرون } بالتحتية على الغيبة ، واختار هذه القراءة أبو عبيد ، وأبو حاتم ، لأن قبلها ، وبعدها على الغيبة لا على الخطاب ، وقرأ الكوفيون بالفوقية على الخطاب بطريقة الالتفات ، أي تذكراً قليلاً ما تتذكرون .

/خ65