الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ} (17)

وأخرج ابن جرير وابن نصر وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } يقول : قليلاً ما كانوا ينامون .

وأخرج أبو داود وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه في قوله { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } قال : كانوا يصلون بين المغرب والعشاء وكذلك { تتجافى جنوبهم } [ البقرة : 264 ] .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي العالية في قوله { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } قال : لا ينامون عن العشاء الآخرة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر وابن المنذر عن عطاء في قوله { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } قال : ذلك إذ أمروا بقيام الليل ، وكان أبو ذر يعتمد على العصا فمكثوا شهرين ثم نزلت الرخصة { فاقرأوا ما تيسر منه } [ المائدة : 90 ] .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : كانوا قليلاً من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في الآية ، قال : المتقين هم القليل كانوا من الناس قليلاً .

وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر عن الضحاك في قوله { كانوا قليلاً } يقول : المحسنون كانوا قليلاً ، هذه مفصولة ، ثم استأنف فقال : { من الليل ما يهجعون } الهجوع النوم .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : كانوا لا ينامون الليل كله .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن قتادة في قوله { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } قال : كان الحسن يقول : كانوا قليلاً من الليل ما ينامون ، وكان مطرف بن عبد الله يقول : كانوا قلّ ليلة لا يصيبون منها ، وكان محمد بن علي يقول : لا ينامون حتى يصلوا العتمة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه من طريق الحسن عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في قوله { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } قال : هجعوا قليلاً ثم مدوها إلى السحر .