الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ} (17)

قوله { كانوا قليلا } {[65103]} إلى قوله { للسائل والمحروم } الآيات [ 17-19 ] .

قال قتادة : معناه : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون : أي : قليلا {[65104]} الوقت الذي لا يرقدون فيه ( فما ) بمعنى ( لا ) .

قال قتادة : كانوا يتيقظون فيصلون ما بين هاتين الصلاتين ، ما بين المغرب والعشاء {[65105]} .

قال قطرب {[65106]} : معناه من ليلة أتت {[65107]} عليهم إلا صلوا فيها {[65108]} .

وقال ابن عباس : معناه أنه لم تكن ( تمضي عليهم ليلة ) {[65109]} لا يأخذون منها ، ولو شيئا {[65110]} .

وقال أبو العالية {[65111]} : معناه كانوا لا ينامون بين ( المغرب والعشاء ) {[65112]} ، وعنه كانوا يصيبون في الليلة {[65113]} حظا {[65114]} .

وقال الحسن : معناه أنهم ( كابدوا {[65115]} ) قيام الليل ، فلا {[65116]} ينامون منه إلا قليلا ، وقاله ( الأحنف بن قيس {[65117]} {[65118]} ) .

وروى ابن وهب أنه يراد بها ما بين المغرب والعشاء . قال : كانت الأنصار يصلون المغرب وينصرفون إلى قباء فبدا لهم ، فأقاموا حتى صلوا العشاء ، فنزلت الآية فيهم {[65119]} .


[65103]:ع: بزيادة {من الليل ما يهجعون}.
[65104]:ع: "قليل".
[65105]:انظر: جامع البيان 26/122، وتفسير القرطبي 17/36.
[65106]:هو محمد بن المستنير بن أحمد، أبو علي، الشهير بقطرب: نحوي، عالم بالأدب واللغة، من أهل البصرة، من الموالي، أخذ عن عيسى بن عمر له كتاب: "المثل' في اللغة (ت 206 هـ). انظر: عنه وفيات الأعيان 4/310، وبغية الوعاة 1/242، وفهرست ابن النديم 34، وشذرات الذهب 2/15، وكشف الظنون 1586 وتاريخ بغداد 3/298.
[65107]:ع: "أنت" وهو تصحيف.
[65108]:انظر: جامع البيان 26/122.
[65109]:ع: "ليلة تمضي عليهم".
[65110]:انظر: جامع البيان 26/122، وتفسير القرطبي 17/37، وابن كثير 26/234.
[65111]:أبو العالية البصري الفقيه المقرئ مولى امرأة من بني رباح بطن من تميم رأى أبا بكر وقرأ القرآن على أبي وغيره، وسمع من عمر وابن مسعود وعلي وعائشة رضي الله عنها وطائفة، وعنه قتادة والربيع بن أنس وآخرون (ت: 93 هـ). انظر: عنه تذكرة الحفاظ 1/61 -62.
[65112]:ع: "بين العشاء والعتمة".
[65113]:ع: "اليلة".
[65114]:انظر: جامع البيان 26/122، وتفسير القرطبي 17/36.
[65115]:ح: "كانوا" وهو تحريف.
[65116]:ع: "لا".
[65117]:ح: "الأحنف وابن قيس": وهو تحريف.
[65118]:هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين المري السعدي المنقري التميمي أبو بحر سيد تميم وأحد العظماء الدهاة الفصحاء الشجعان الفاتحين، ولد في البصرة وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، شهد صفين مع علي، وولي خراسان. انظر: ترجمته في: وفيات الأعيان 2/499 – 506، والأعلام للزركلي 1/276.
[65119]:انظر: تفسير القرطبي 17/36.