جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ} (17)

{ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون{[4739]} } : ينامون ، فما زائدة ، ويهجعون خبر كان ، وقليلا إما ظرف أي : زمانا قليلا ، ومن الليل إما صفة ، أو متعلق بيهجعون ، وإما مفعول مطلق أي : هجوعا قليلا ، ولو جعلت ما مصدرية فما يهجعون فاعل قليلا ومن الليل بيان ، أو حال من المصدر ، ومن للابتداء ، وأما جعلها نافية{[4740]} أي : الهجوع في قليل من الليل منتف بمعنى إن عادتهم إحياء جميع أجزاء الليل ، فلا نوم لهم أصلا ، أو إن عادتهم التهجد في جميع الليالي ، فلا يمكن أن يناموا جميع ليل واحد فجائز عند من يجوز تقديم معمول ما النافية إذا كان ظرفا ،


[4739]:لما ذكر الله تعظيم نفسه أشار إلى الشفقة على خلقه، فقال:{وفي أموالهم} الآية/12 كبير.
[4740]:كلام ابن عباس وقتادة ومجاهد وأنس بن مالك وأبي العالية على أن ما نافية، الأول قول الحسن البصري/12منه.