غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ} (17)

1

ثم فسر إحسانهم بقوله { كانوا قليلاً من الليل يهجعون } " ما " صلة أي كانوا ينامون في طائفة قليلة من الليل أو يهجعون هجوعاً قليلاً . وجوز أن تكون ما مصدرية أو موصولة . وارتفع " ما " مع الفعل على أنه فاعل قليلاً من الليل هجوعهم أو الذي يهجعون فيه . وفيه أصناف ن المبالغة من جهة لفظ الهجوع وهو النوم اليسير ، ومن جهة لفظ القلة ، ومن جهة التقييد بالليل لأنه وقت الاستراحة فقلة النوم فيه أغرب منها في النهار ، ومن جهة ما المزيدة على قول . ولا يجوز أن تكون " ما " نافية لان ما بعدها لا يعمل فيما قبلها . وصفهم بأنهم يحيون أكثر الليل متهجدين فإذا أسحروا أخذوا في الاستغفار وكأنهم باتوا في معصية الملك الجبار . وهذا سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم . ثم يستقله ويعتذر ، واللئيم بالعكس يأتي بأقل شيء ثم يمن به ويستكثر . ومثله المطيع يأتي بغاية مجهوده من الخدمة .

/خ60