الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ} (113)

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولتصغى } لتميل .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس { ولتصغى إليه أفئدة } قال : تزيغ { وليقترفوا } قال : ليكتسبوا .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة } قال : لتميل إليه قلوب الكفار { وليرضوه } قال : يحبوه { وليقرفوا ما هم مقترفون } يقول : ليعملوا ما هم عاملون .

وأخرج الطستي وابن الأنباري عن ابن عباس أن نافر بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى { زخرف القول غروراً } قال : باطل القول غروراً قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت أوس بن حجر وهو يقول :

لم يغروكم غروراً ولكن *** يرفع الال جمعكم والدهاء

وقال زهير بن أبي سلمى :

فلا يغرنك دنيا أن سمعت بها*** عند امرئ سروه في الناس مغرور

قال : فأخبرني عن قوله { ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون } ما تصغي ؟ قال : ولتميل إليه . قال فيه الفطامي :

وإذا سمعن هما هما رفقة *** ومن النجوم غوابر لم تخفق

أصغت إليه هجائن بخدودها *** آذانهن إلى الحداة السوّق

قال : أخبرني عن قوله { وليقترفوا ما هم مقترفون } قال : ليكتسبوا ما هم مكتسبون فإنهم يوم القيامة يجازون بأعمالهم . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول :

وإني لآتي ما أتيت وإنني *** لما اقترفت نفسي عليّ لراهب