الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

11

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت { وتعيها أذن واعية } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سألت ربي أن يجعلها أذن عليَّ » قال مكحول : فكان عليّ يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فنسيته .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر والبخاري عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ : «إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي ، وحق لك أن تعي » فنزلت هذه الآية { وتعيها أذن واعية } .

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عليّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عليّ إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي » فأنزل هذه الآية { وتعيها أذن واعية } «فأنت أذن واعية لعلمي » .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { لنجعلها لكم تذكرة } قال : لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكم من سفينة قد هلكت وأثر قد ذهب يعني ما بقي من السفينة حتى أدركته أمة محمد فرأوه كانت ألواحها ترى على الجودي .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : { لنجعلها لكم تذكرة } قال : عبرة وآية أبقاها الله حتى نظرت إليها هذه الأمة ، وكم من سفينة غير سفينة نوح صارت رمماً .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عمران في قوله : { أذن واعية } قال : أذن عقلت عن الله .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله : { وتعيها أذن واعية } قال : سمعت وعقلت ما سمعت وأوعت .