الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا} (40)

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله : { يوم ينظر المرء } قال : المؤمن .

وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه قرأ هذه الآية { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } قال : هو المؤمن العامل بطاعة الله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة قال : يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء ، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء ، ثم يقول : كوني تراباً فذلك حين يقول الكافر : { يا ليتني كنت تراباً } .

وأخرج الدينوري في المجالسة عن يحيى بن جعدة قال : إن أول خلق الله يحاسب يوم القيامة الدواب والهوام حتى يقضي بينها ، حتى لا يذهب شيء بظلامته ، ثم يجعلها تراباً ، ثم يبعث الثقلين الجن والإِنس فيحاسبهم فيومئذ يتمنى الكافر { يا ليتني كنت تراباً } .

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : تقاد المنقورة من الناقرة ، والمركوضة من الراكضة ، والجلحاء من ذات القرون ، والناس ينظرون ، ثم يقول : كوني تراباً لا جنة ولا نار ، فذلك حين يقول الكافر : { يا ليتني كنت تراباً } .

وأخرج عبد بن حميد وابن شاهين في كتاب العجائب والغرائب عن أبي الزناد قال : إذا قضى بين الناس وأمر بأهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار قيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن عودوا تراباً فيعودوا تراباً ، فعند ذلك يقول الكافر حين يراهم قد عادوا تراباً : { يا ليتني كنت تراباً } .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : إذا حوسبت البهائم ثم صيرها الله تراباً ، فعند ذلك قال الكافر : { يا ليتني كنت تراباً } .

وأخرج عبد بن حميد عن ليث بن أبي سليم قال : الجن يعودون تراباً .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن ليث بن أبي سليم قال : ثواب الجن أن يجاروا من النار ، ثم يقال لهم : كونوا تراباً .