بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (91)

قال الله تعالى : { ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ } يعني : أتُؤمن في هذا الوقت حين عاينت العذاب ، وقد عصيت قبل نزول العذاب ؟ وهذا موافق لقوله تعالى : { وَلَيْسَتِ التوبة لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السيئات حتى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الموت قَالَ إِنِّى تُبْتُ الان وَلاَ الذين يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أولئك أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [ النساء : 18 ] الآية . ويقال : إن جبريل هو الذي قال له : { ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ } ، { وَكُنتَ مِنَ المفسدين } يعني : من الكافرين . قال الفقيه أبو الليث ، حدثنا الفقيه أبو جعفر ، قال : حدثنا علي بن أحمد ، قال : حدثنا نصر بن يحيى ، قال : حدثنا أبو مطيع ، عن الحسن بن دينار ، عن حميد بن هلال ، قال : كان جبريل عليه السلام يناجي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له ذات يوم : يا محمد ما غاظني عبد من عباد الله تعالى مثلما غاظني فرعون . لمّا أدركه الغرق ، قَالَ : { آمنت أنه لا إله إلا الذي إسراءيل } فخشيت أن تدركه الرحمة ، فضربت بيدي إلى البحر ، فأخذت كفاً من حمئه ، وربما قال : من طينه ، فكبسته في فيه ، فما نبس بكلمة .