فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ إِنَّ لَهُۥٓ أَبٗا شَيۡخٗا كَبِيرٗا فَخُذۡ أَحَدَنَا مَكَانَهُۥٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (78)

ثم أرادوا أن يستعطفوه ليطلق له أخاهم بنيامين يكون معهم يرجعون به إلى أبيهم لما تقدّم من أخذه الميثاق عليهم بأن يردّوه إليه ، فقالوا : { يا أيها العزيز إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا } أي : إن لبنيامين هذا أباً متصفاً بهذه الصفة ، وهي كونه شيخاً كبيراً لا يستطيع فراقه ولا يصبر عنه ، ولا يقدر على الوصول إليه { فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ } يبقى لديك ، فإن له منزلة في قلب أبيه ليست لواحد منا فلا يتضرّر بفراق أحدنا كما لا [ يتضرّر ] بفراق بنيامين ، ثم عللوا ذلك بقوله : { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المحسنين } إلى الناس كافة ، وإلينا خاصة ، فتمم إحسانك إلينا بإجابتنا إلى هذا المطلب .

/خ82