فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ} (72)

{ قَالُوا } في جوابهم { نَفْقِدُ صُوَاعَ الملك } . قرأ يحيى بن يعمر ( صواغ ) بالغين المعجمة ، وقرأ أبو رجاء ( صُوع ) بضم الصاد المهملة وسكون الواو بعدها عين مهملة . وقرأ أبيّ ( صياع ) . وقرأ أبو جعفر : ( صاع ) ، وبها قرأ أبو هريرة ، وقرأ الجمهور : { صواع } بالصاد والعين المهملتين ، قال الزجاج : الصواع : هو الصاع بعينه ، وهو يذكر ويؤنث ، وهو السقاية ، ومنه قول الشاعر :

نشرب الخمر بالصواع جهارا *** . . .

{ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } أي قالوا : ولمن جاء بالصواع من جهة نفسه حمل بعير .

والبعير : الجمل ، وفي لغة بعض العرب أنه الحمار ، والمراد بالحمل ها هنا : ما يحمله البعير من الطعام ، ثم قال المنادي { وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ } أي : بحمل البعير الذي جعل لمن جاء بالصواع قبل التفتيش للأوعية ، والزعيم هو الكفيل ، ولعل القائل : { نفقد صواع الملك } هو المنادي ، وإنما نسب القول إلى الجماعة لكونه واحداً منهم ، ثم رجع الكلام إلى نسبة القول إلى المنادي وحده ، لأنه القائل بالحقيقة .