فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحۡلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلۡعِيرُ إِنَّكُمۡ لَسَٰرِقُونَ} (70)

69

وقد تقدم تفسير الجهاز والرحل ، والمعنى : أنه جعل السقاية التي هو الصواع في رحل أخيه الذي هو الوعاء الذي يجعل فيه ما يشتريه من الطعام من مصر { ثُمَّ } بعد ذلك { أَذَّنَ مُؤَذّنٌ } أي : نادى منادٍ قائلاً { أَيَّتُهَا العير } قال الزجاج : معناه يا أصحاب العير ، وكل ما امتير عليه من الإبل والحمير والبغال فهو عير ؛ وقيل : هي قافلة الحمير . وقال أبو عبيدة : العير الإبل المرحولة المركوبة { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } نسبة السرق إليهم على حقيقتها ، لأن المنادي غير عالم بما دبره يوسف ؛ وقيل : إن المعنى إن حالكم حال السارقين كون الصواع صار لديكم من غير رضا من الملك .

/خ76