{ الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض } أي : أبدعهما واخترعهما على غير مثال ، وخلق ما فيهما من الأجرام العلوية والسفلية ، والاسم الشريف مبتدأ ، وما بعده خبره { وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاء } المراد بالسماء هنا جهة العلو ، فإنه يدخل في ذلك الفلك عند من قال : إن ابتداء المطر منه ، ويدخل فيه السحاب عند من قال : إن ابتداء المطر منها ، وتدخل فيه الأسباب التي تثير السحاب كالرياح . وتنكير الماء هنا للنوعية أي : نوعاً من أنواع الماء ، وهو ماء المطر { فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمرات رِزْقاً لَّكُمْ } أي : أخرج بذلك الماء من الثمرات المتنوعة رزقاً لبني آدم يعيشون به ، و«من » في { من الثمرات } للبيان كقولك : أنفقت من الدراهم ، وقيل : للتبعيض ؛ لأن الثمرات منها ما هو رزق لبني آدم ، ومنها ما ليس برزق لهم ، وهو ما لا يأكلونه ولا ينتفعون به { وَسَخَّرَ لَكُمُ الفلك } فجرت على إرادتكم واستعملتموها في مصالحكم . ولذا قال : { لِتَجْرِىَ فِي البحر } كما تريدون وعلى ما تطلبون { بِأَمْرِهِ } أي : بأمر الله ومشيئته ، وقد تقدم تفسير هذا في البقرة { وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنهار } أي : ذللها لكم بالركوب عليها ، والإجراء لها إلى حيث تريدون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.