فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ} (26)

{ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } قد تقدّم تفسيرها . وقيل : هي الكافر نفسه ، والكلمة الطيبة : المؤمن نفسه { كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } أي : كمثل شجرة خبيثة ، قيل : هي شجرة الحنظل . وقيل : هي شجرة الثوم . وقيل : الكمأة ؛ وقيل : الطحلبة . وقيل : هي الكشوث بالضم وآخره مثلثة ، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق في الأرض . قال الشاعر :

وهي كشوث فلا أصل ولا ثمر*** . . .

وقرئ [ ومثل كلمة ] بالنصب عطفاً على كلمة طيبة { اجتثت مِن فَوْقِ الأرض } أي : استؤصلت واقتلعت من أصلها ، ومنه قول الشاعر :

هو الجلاء الذي يجتث أصلكم *** . . .

قال المؤرخ : أخذت جثتها وهي نفسها ، والجثة : شخص الإنسان ، يقال : جثَّه : قلعه ، واجتثه : اقتلعه . ومعنى { من فوق الأرض } : أنه ليس لها أصل راسخ ، وعروق متمكنة من الأرض { ما لَهَا مِن قَرَارٍ } أي : من استقرار على الأرض . وقيل : من : ثبات على الأرض ، كما أن الكافر وكلمته لا حجة له ولا ثبات فيه ، ولا خير يأتي منه أصلاً ، ولا يصعد له قول طيب ولا عمل طيب .

/خ27