ثم لما كانت الدعوة تتضمن تكليف المدعوّين بالرجوع إلى الحق ، فإن أبوا قوتلوا ، أمر الداعي بأن يعدل في العقوبة فقال : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ } أي : أردتم المعاقبة { فَعَاقبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } أي : بمثل ما فعل بكم ، لا تجاوزوا ذلك . قال ابن جرير : أنزلت هذه الآية فيمن أصيب بظلامة أن لا ينال من ظالمه إذا تمكن إلاّ مثل ظلامته ، لا يتعدّاها إلى غيرها . وهذا صواب ؛ لأن الآية وإن قيل : إن لها سبباً خاصاً كما سيأتي ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، وعمومه يؤدّي هذا المعنى الذي ذكره ، وسمى سبحانه الفعل الأوّل الذي هو فعل البادئ بالشرّ عقوبة ، مع أن العقوبة ليست إلاّ فعل الثاني ، وهو المجازي للمشاكلة ، وهي باب معروف وقع في كثير من الكتاب العزيز . ثم حثّ سبحانه على العفو فقال : { وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ للصابرين } أي : لئن صبرتم عن المعاقبة بالمثل ، فالصبر خير لكم من الانتصاف ، ووضع { الصابرين } موضع الضمير ، ثناء من الله عليهم بأنهم صابرون على الشدائد . وقد ذهب الجمهور إلى أن هذه الآية محكمة لأنها واردة في الصبر عن المعاقبة والثناء على الصابرين على العموم . وقيل : هي منسوخة بآيات القتال ، ولا وجه لذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.