فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ} (128)

ثم ختم هذه السورة بآية جامعة لجميع المأمورات والمنهيات فقال : { إِنَّ الله مَعَ الذين اتقوا } أي : اتقوا المعاصي على اختلاف أنواعها { والذين هُم مُّحْسِنُونَ } بتأدية الطاعات والقيام بما أمروا بها منها . وقيل : المعنى { إن الله مع الذين اتقوا } الزيادة في العقوبة ، { والذين هم محسنون } في أصل الانتقام ، فيكون الأوّل إشارة إلى قوله : { فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } والثاني إشارة إلى قوله : { وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ للصابرين } ، وقيل { الذين اتقوا } إشارة إلى التعظيم لأمر الله { والذين هُم مُّحْسِنُونَ } إشارة إلى الشفقة على عباد الله تعالى .

/خ128