ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يدعو أمته إلى الإسلام فقال { ادع إلى سَبِيلِ رَبّكَ } وحذف المفعول للتعميم ، لكونه بعث إلى الناس كافة ، وسبيل الله هو الإسلام { الحكمة } أي : بالمقالة المحكمة الصحيحة . قيل : وهي الحجج القطعية المفيدة لليقين { والموعظة الحسنة } وهي المقالة المشتملة على الموعظة الحسنة التي يستحسنها السامع ، وتكون في نفسها حسنة باعتبار انتفاع السامع بها . قيل : وهي الحجج الظنية الاقناعية الموجبة للتصديق بمقدّمات مقبولة . قيل : وليس للدعوة إلاّ هاتان الطريقتان ، ولكن الداعي قد يحتاج مع الخصم الألدّ إلى استعمال المعارضة والمناقضة ، ونحو ذلك من الجدل . ولهذا قال سبحانه : { وجادلهم بالتي هِيَ أَحْسَنُ } أي : بالطريق التي هي أحسن طرق المجادلة . وإنما أمر سبحانه بالمجادلة الحسنة لكون الداعي محقاً وغرضه صحيحاً ، وكان خصمه مبطلاً وغرضه فاسداً { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } لما حثّ سبحانه على الدعوة بالطرق المذكورة ، بيّن أن الرشد والهداية ليس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذلك إليه تعالى فقال : { إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ } أي : هو العالم بمن يضلّ ومن يهتدّي { وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين } أي : بمن يبصر الحقّ فيقصده غير متعنت ، وإنما شرع لك الدعوة ، وأمرك بها قطعاً للمعذرة ، وتتميماً للحجة ، وإزاحة للشبهة ، وليس عليك غير ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.