فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرٗا} (69)

{ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء الله صَابِرًا } أي : قال موسى للخضر : ستجدني صابراً معك ، ملتزماً طاعتك { وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً } فجملة : { ولا أعصي } معطوفة على { صابراً } ، فيكون التقييد بقوله { إن شاء الله } شاملاً للصبر ونفي المعصية ، وقيل : إن التقييد بالمشيئة مختص بالصبر ، لأنه أمر مستقبل لا يدري كيف يكون حاله فيه ، ونفي المعصية معزوم عليه في الحال ، ويجاب عنه بأن الصبر ، ونفي المعصية متفقان في كون كل واحد منهما معزوم عليه في الحال ، وفي كون كل واحد منهما لا يدري كيف حاله فيه في المستقبل .

/خ70