فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا} (65)

{ فَوَجَدَا عَبْدًا منْ عِبَادِنَا } هو الخضر في قول جمهور المفسرين ، وعلى ذلك دلت الأحاديث الصحيحة ، وخالف في ذلك من لا يعتدّ بقوله ، فقال : ليس هو الخضر بل عالم آخر ؛ قيل : سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضرّ ما حوله ، قيل واسمه بليا بن ملكان . ثم وصفه الله سبحانه فقال : { آتيناه رَحْمَةً منْ عِندِنَا } قيل : الرحمة هي النبوّة ، وقيل : النعمة التي أنعم الله بها عليه { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْمًا } وهو ما علمه الله سبحانه من علم الغيب الذي استأثر به ، وفي قوله { من لدنا } تفخيم لشأن ذلك العلم ، وتعظيم له . قال الزجاج : وفيما فعل موسى وهو من جملة الأنبياء من طلب العلم ، والرحلة في ذلك ما يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك طلب العلم وإن كان قد بلغ نهايته ، وأن يتواضع لمن هو أعلم منه .

/خ70