فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (277)

وقد تقدم تفسير قوله : { إِنَّ الذين ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات } إلى آخر الآية .

وقد أخرج أبو يعلى من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : { الذين يَأكُلُونَ الربا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذى يَتَخَبَّطُهُ الشيطان مِنَ المس } قال : يعرفون يوم القيامة بذلك لا يستطيعون القيام ، إلا كما يقوم المتخبط المنخنق : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البيع مِثْلُ الربا } وكذبوا على الله : { وَأَحَلَّ الله البيع وَحَرَّمَ الربا } ومن عاد فأكل الربا : { فأولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون } . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عنه في الآية قال : آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق . وأخرج عبد ابن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر من وجه آخر عنه أيضاً في قوله : { لاَ يَقُومُونَ } قال : ذلك حين يبعث من قبره . وأخرج الأصبهاني في ترغيبه ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يأتي آكل الربا يوم القيامة مختبلاً يجر شفتيه »

/خ277