قوله : { وَمَا أَنفَقْتُم من نفَقَةٍ } " ما " شرطية ، ويجوز أن تكون موصولة ، والعائد محذوف أي : الذي أنفقتموه ، وهذا بيان لحكم عام يشمل كل صدقة مقبولة ، وغير مقبولة ، وكل ندر مقبول ، أو غير مقبول . وقوله : { فَإِنَّ الله يَعْلَمُهُ } فيه معنى الوعد لمن أنفق ونذر على الوجه المقبول ، والوعيد لمن جاء بعكس ذلك . ووحد الضمير مع كون مرجعه شيئين ، هما النفقة ، والنذر ؛ لأن التقدير : وما أنفقتم من نفقة ، فإن الله يعلمها ، أو نذرتم من نذر ، فإن الله يعلمه ، ثم حذف أحدهما استغناء بالآخر ، قاله النحاس . وقيل : إن ما كان العطف فيه بكلمة : «أو » كما في قولك : زيد ، أو عمرو ، فإنه يقال : أكرمته ، ولا يقال : أكرمتهما ، والأولى أن يقال : إن العطف ب " أو " يجوز فيه الأمران توحيد الضمير ، كما في هذه الآية ، وفي قوله تعالى : { وَإِذَا رَأَوْا تجارة أو لَهْواً انفضوا إِلَيْهَا } [ الجمعة : 11 ] . وقوله : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً } [ النساء : 112 ] ، وتثنيته كما في قوله تعالى : { إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فالله أولى بِهِمَا } [ النساء : 135 ] ومن الأوّل في العطف بالواو قول امرئ القيس :
فتُوضِح فالمِقْراةِ لم يَعْفُ رسمها *** لِما نَسَجَتْه من جَنُوبِ وَشَمأَلِ
نَحْن بِما عِنْدنا وَأنتَ بِما *** عِنْدكَ رَاضٍ وَالرَّأي مُخْتَلِفٌ
ومنه { والذين يَكْنِزُونَ الذهب والفضة وَلاَ يُنفِقُونَهَا } [ التوبة : 34 ] وقيل : إنه إذا وحد الضمير بعد ذكر شيئين ، أو أشياء ، فهو بتأويل المذكور أي : فإن الله يعلم المذكور ، وبه جزم ابن عطية ، ورجحه القرطبي ، وذكر معناه كثير من النحاة في مؤلفاتهم .
قوله : { وَمَا للظالمين مِنْ أَنصَارٍ } أي : ما للظالمين أنفسهم ، بما وقعوا فيه من الإثم لمخالفة ما أمر الله به من الإنفاق في وجوه الخير من أنصار ينصرونهم يمنعونهم من عقاب الله بما ظلموا به أنفسهم ، والأولى الحمل على العموم من غير تخصيص لما يفيده السياق ، أي : ما للظالمين بأيّ مظلمة كانت من أنصار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.