إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (277)

{ إِنَّ الذين آمَنُواْ } بالله ورسوله وبما جاءهم به { وَعَمِلُواْ الصالحات وَأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُا الزكاة } تخصيصُهما بالذكر مع اندراجهما في الصالحات لإنافتهما على سائر الأعمالِ الصالحة على طريقة ذكرِ جبريلَ وميكالَ عَقيبَ الملائكةِ عليهم السلام { لَهُمْ أَجْرُهُمْ } جملةٌ من مبتدإٍ وخبرٍ واقعةٌ خبراً لإنَّ أي لهم أجرُهم الموعودُ لهم وقولُه تعالى : { عِندَ رَبّهِمْ } حال من أجرهم ، وفي التعرُّض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميرهم مزيدُ لطفٍ وتشريفٍ لهم { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من مكروه آتٍ { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } من محبوبٍ فات .