فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (281)

قوله : { واتقوا يَوْمًا } هو يوم القيامة ، وتنكيره للتهويل ، وهو منصوب على أنه مفعول به لا ظرف . وقوله : { تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله } وصف له . وقرأ أبو عمرو بفتح التاء ، وكسر الجيم ، والباقون بضم التاء ، وفتح الجيم ، وذهب قوم إلى أن هذا اليوم المذكور هو يوم الموت . وذهب الجمهور إلى أنه يوم القيامة ، كما تقدّم . وقوله : { إِلَى الله } فيه مضاف محذوف تقديره إلى حكم الله { ثُمَّ توفى كُلُّ نَفْسٍ } من النفوس المكلفة { ما كَسَبَتْ } أي : جزاء ما عملت من خير ، أو شرّ ، وجملة : { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } حالية ، وجمع الضمير ؛ لأنه أنسب بحال الجزاء ، كما أن الإفراد أنسب بحال الكسب ، وهذ الآية فيها الموعظة الحسنة لجميع الناس .

/خ281