أجمل سبحانه قصة نوح تصديقاً لقوله في أوّل السورة { وَلَقَدْ فَتَنَّا الذين مِن قَبْلِهِمْ } فيه تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم ، كأنه قيل له : إن نوحاً لبث ألف سنة إلاّ خمسين عاماً يدعو قومه ، ولم يؤمن منهم إلاّ قليل ، فأنت أولى بالصبر لقلة مدة لبثك وكثرة عدد أمتك . قيل : ووقع في النظم إلاّ خمسين عاماً ولم يقل : تسعمائة سنة وخمسين ؛ لأن في الاستثناء تحقيق العدد بخلاف الثاني ، فقد يطلق على ما يقرب منه . وقد اختلف في مقدار عمر نوح . وسيأتي آخر البحث . وليس في الآية إلاّ أنه لبث فيهم هذه المدة ، وهي لا تدل على أنها جميع عمره . فقد تلبث في غيرهم قبل اللبث فيهم ، وقد تلبث في الأرض بعد هلاكهم بالطوفان ، والفاء في { فَأَخَذَهُمُ الطوفان } للتعقيب ، أي أخذهم عقب تمام المدة المذكورة ، والطوفان يقال لكل شيء كثير مطيف بجمع محيط بهم من مطر أو قتل أو موت قاله النحاس . وقال سعيد بن جبير وقتادة والسدي : هو المطر ، وقال الضحاك : الغرق ، وقيل : الموت ، ومنه قول الشاعر :
وجملة { وَهُمْ ظالمون } في محل نصب على الحال ، أي مستمرون على الظلم ، ولم ينجع فيهم ما وعظهم به نوح ، وذكرهم هذه المدّة بطولها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.